أعلنت مديرية التكوين المهني والتمهين بولاية الجلفة، عن برمجة تخصّصات واتفاقيات تعاون جديدة تهدف إلى مواكبة متطلّبات سوق العمل وتلبية احتياجات القطاعات الحيوية. وأكّد كمال الدين بن خيرة، رئيس مكتب المؤسّسات الخاصّة والشراكة لـ«الشعب” أنّ هذه المبادرات تأتي في إطار تحسين التكوين المهني وفتح آفاق شغل واعدة للشباب.
من بين التخصّصات المبرمجة، ذكر بن خيرة أنّ الأمن السيبراني سيكون ضمن الدورة المقبلة، بهدف مواكبة التطوّرات السريعة في مجال حماية المعلومات ذات القيمة العالية، كما سيتم إطلاق تخصّص تربية المائيات في شعبة الصيد البحري، بالتعاون مع مركز التكوين ببلدية دار الشيوخ، نظرا لأهمية هذا التخصّص في دعم الإنتاج المحلي.
توفير فرص عمل جديدة
وفي إطار التحضير لافتتاح خط السكك الحديدية الجديد الذي سيمر عبر ولاية الجلفة، كشف بن خيرة عن برمجة تخصّص “عون صيانة السكك الحديدية”، الذي سيخلق فرص عمل جديدة لشباب الولاية، مضيفا أنّ “هذا التخصّص يهدف إلى تزويد المتربّصين بالمهارات اللازمة لصيانة وتشغيل هذه المحطات، التي تشكّل إضافة كبيرة للمنطقة من حيث النقل والتنمية الإقتصادية”.
تعزيز الشعب الإنتاجية
وفي سياق دعم شعب الإنتاج الحيوي، تم توقيع اتفاقية مع المستثمر (عروي .ف)، الذي يعدّ - حسب رئيس مكتب المؤسّسات الخاصّة والشراكة - أحد أكبر منتجي سمك البلطي وأسماك الزينة في الجزائر، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التكوين العملي في تربية الأسماك، ممّا يسهم في زيادة الإنتاج المحلي وخلق فرص شغل جديدة، كما شملت الاتفاقيات قطاع السياحة، بهدف تعزيز التخصّصات ذات الطابع السياحي، وفتح آفاق عمل جديدة للشباب، إلى جانب المساهمة في الترويج لهذا القطاع المهم.
وأكّد بن خيرة أنّ المديرية تعمل على إبرام اتفاقيات مع قطاع الفلاحة لتعزيز التكوين في المجالات الزراعية، إضافة إلى الشراكات مع المؤسّسات الإقتصادية لضمان تكوين نوعي يستجيب لمتطلّبات سوق الشغل.
وفي إطار التحضيرات لدورة أكتوبر 2024، أشار بن خيرة إلى أنّ مديرية التكوين المهني والتمهين باشرت - بالتعاون مع المراكز والمعاهد - حملة تحسيسية لتوعية الشباب بأهمية التكوين المهني. كما تم اتخاذ كافة التحضيرات لاستقبال المتربّصين والمتمهّنين، مع توفير بيئة ملائمة لضمان تكوين نوعي يسهم في الإدماج المهني الفعلي.
دفع عجلة التنمية
أجمع المشاركون من المتخرّجين والمتربّصين الذين قدّموا ابتكاراتهم الرائدة في مختلف القطاعات الحيوية، خلال الصالون الولائي للإبداع الذي نظّمته مؤخرا مديرية التكوين المهني والتمهين بولاية الجلفة، على دفع عجلة التنمية نحو الأمام، والإسهام في خلق حلول عملية ومبتكرة تواكب توجّهات الدولة.
كما أكّدوا على أهمية الابتكار والإبداع كأدوات أساسية لتحقيق هذه الأهداف، مع تركيزهم على تطوير حلول تقنية وعملية تسهم في تحسين قطاعات التكنولوجيا والزراعة والطاقة، ممّا يفتح آفاقا جديدة نحو بناء مستقبل اقتصادي مستدام يعتمد على الكفاءات المحلية. وأضافوا أنّهم قادرون من خلال ابتكاراتهم المتميّزة على النهوض بالتنمية المحلية والوطنية.
الإبداع التكنولوجي..
ابتكار رائد في عالم التكنولوجيا تمثّل في نظام تشغيل محلي جديد يدعى “Arlas OS”، الذي تم تطويره من قبل فريق من المبرمجين وأساتذة الإعلام، بمركز التكوين المهني والتمهين رابح بن الأبيض.. هذا النظام سيتيح الفرصة للشباب لدخول عالم البرمجة دون تكلفة. كما يشكّل خطوة مهمة نحو تعزيز استقلالية الجزائر التقنية وتقليل التبعية للتكنولوجيا المستوردة وسيتم إطلاقه للجمهور في المستقبل القريب.
وفي إطار جهود تعزيز استخدام الطاقة المتجدّدة، قام متربّصو مركز التكوين المهني والتمهين الشهيد زيان عبد القادر بالولاية المنتدبة مسعد، بتطوير مستشعر ذكي يتبع حركة الشمس، ممّا يزيد من كفاءة الألواح الشمسية في امتصاص الطاقة.
وعن هذا الابتكار، أوضح بن خيرة، لـ«الشعب”، أنّه يمثل قفزة نوعية في تحسين استغلال الطاقة الشمسية، إذ يسمح للمستشعر بتوجيه الألواح الشمسية بشكل دائم نحو أشعة الشمس، حتى في الزوايا المظلمة، ممّا يزيد من كمية الطاقة المنتجة”.
وأكّد المتحدّث أنّ هذا المستشعر يمكن أن يحدث نقلة في استخدام الطاقة المتجدّدة، خاصة في المناطق الريفية مثل تزويد الآبار الفلاحية والرعوية ومناطق الظلّ بالطاقة الشمسية”.
ويمثل هذا الابتكار استجابة للتوجّه العالمي نحو الاستدامة البيئية، ويعزّز من قدرة الشباب الجزائري على الإسهام في مواجهة التحديات البيئية عبر التكنولوجيا المتقدّمة” .
فلاحة ذكية و طائرة لتلقيح الأشجار
قدّم طلبة مركز التكوين المهني الشهيد نائل علي بحاسي بحبح ناقلة صغيرة لزراعة الحبوب الجافة، تمتاز بسهولة الإستعمال وخفيفة الوزن، حيث تقوم بحفر ودفن الحبوب أثناء الزراعة بكفاءة عالية، هذا الابتكار - حسب أحد الطلبة- من شأنه أن يوفّر حلاّ عمليا للفلاحين في المناطق الريفية، معزّزا الإنتاجية وسهولة الزراعة.
ابتكار آخر تأتي به المتربّصة قماري نسرين من المعهد الوطني المتخصّص في التكوين المهني بالولاية المنتدبة مسعد، حيث قدّمت المتربّصة مشروعا مبتكرا يتمثل في تطوير طائرة درون مخصّصة لتلقيح الأشجار المثمرة. وصرحت نسرين: “مشروعي كان جزءا من مذكّرة تخرجي تحت إشراف الأستاذ بن يطو حبيطة، حيث تلقيت دروسا نظرية وتطبيقية ساعدتني في تجسيد هذا الابتكار” وتقدّم هذه الطائرة حلا جديدا للفلاحين، خاصّة في بساتين مسعد، الذين يواجهون صعوبة في تلقيح الأشجار العالية مثل الرمان والمشمش. وأضافت نسرين: “آمل أن يستفيد الفلاحون من هذا المشروع ليس فقط في تلقيح الأشجار، بل أيضا في الريّ ومجالات أخرى مثل التصوير الزراعي باستخدام التكنولوجيا.”
وقد حظيت هذه الابتكارات باهتمام زوار الصالون الولائي للإبداع، وفي هذا الإطار، يؤكّد بن خيرة أنّه قد تمّ توجيه المتربّصين إلى دار المقاولاتية بهدف مساعدتهم على الولوج إلى عالم الشغل وتطوير مشاريعهم الخاصة، مشيرا إلى أنّ “تنوّع الابتكارات التي تم عرضها من طرف هؤلاء المتربّصين بدءا من التكنولوجيا مرورا بالفلاحة ووصولا إلى الطاقة، بات واضحا أنّ الشباب الجزائري قادر على تقديم حلول واقعية تسهم في تعزيز التنمية المحلية والوطنية”..
تترقّب متخرّجين يصنعون مستقبل التنمية
الجلفة.. تخصــّصات تواكـب حـاجة سوق الـعمـل
الجلفة: موسى دباب
شوهد:68 مرة